سفير طاجيكستان لـ «العرب»: الخلاف الخليجي الراهن يحلّ بالمفاوضات البناءة
سفير طاجيكستان لـ «العرب»: الخلاف الخليجي الراهن يحلّ بالمفاوضات البناءة
أكد سعادة خسرو صاحب زاده، سفير جمهورية طاجيكستان لدى الدولة، في حوار لـ «?العرب» أن بلاده تتطلع لزيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، حتى يشهد تدشين أكبر مسجد في آسيا الوسطى، بتمويل قطري، معلناً في الوقت ذاته عن انعقاد الدورة الثالثة للجنة الطاجيكية القطرية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني بمدينة دوشنبه أغسطس المقبل. ونوّه سعادته بأن طاجيكستان على ثقة تامة بأن روح الأخوة والتفاهم والاحترام المتبادل ما زالت حاكمة وصامدة في البيت الخليجي، وأن الخلافات الراهنة بين الأشقاء الخليجيين ستحل عبر مواصلة المفاوضات البناءة والمثمرة.. وتفاصيل أخرى في نص الحوار التالي:
بعد تعيينكم سفيراً في قطر، ما الرسالة التي حملتكم إياها القيادة في بلادكم؟
¶ إن تعليمات سيدي وزعيم الأمة الطاجيكية إمام علي رحمان رئيس جمهورية طاجيكستان، أن «القواسم المشتركة التاريخية والدينية لشعبي بلدينا تمثل ركيزة متينة لتعزيز وتوثيق التعاون في مختلف المجالات، ونحن نولي عناية خاصة لتنمية التعاون الثنائي مع دولة قطر التي تعتبر شريكنا المهم والمعتمد في هذا الإطار على الساحتين الدولية والإقليمية. وإن تعاوننا الوثيق والمثمر له إسهام مشهود في تنمية العلاقات الحضارية والتجارية بين شعوب الوطن العربي ومنطقة آسيا الوسطى.
كيف وجدتم الدوحة، وهل لمستم تأثيراً للحصار المفروض عليها؟
¶ إن دولة قطر رغم كافة الصعوبات، تواصل مسيرتها نحو التنمية المستدامة والرقي والازدهار تحت القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر (حفظه الله)، وببركة وحدة الصف والجهود المضنية من أبنائها الشرفاء، وما تحرزه قطر من إنجازات وما تشهده من ازدهار على أصعدة الاقتصاد والاستثمار والبنية التحتية والتعليم والعلم والتكنولوجيا والثقافة، إنما هو مبعث فخر واعتزاز لأشقائها، وبفضل السياسة الحكيمة والرؤية الواضحة للدبلوماسية القطرية، يحظى الشعب القطري الصديق بسمعة حميدة في أنحاء العالم.
ما رؤية طاجيكستان لأزمة حصار قطر؟
¶ إننا على ثقة تامة بأن روح الأخوة والتفاهم والاحترام المتبادل ما زالت حاكمة وصامدة في البيت الخليجي والخلافات الراهنة بين الأشقاء ستحل عبر مواصلة المفاوضات البناءة والمثمرة.
ما الملفات ذات الأولوية التي سوف تعملون عليها لتطوير العلاقات الثنائية؟
¶ إن نتائج الزيارة الرسمية لرئيس جمهورية طاجيكستان إمام علي رحمان إلى الدوحة في فبراير العام الماضي بدعوة من أخيه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، أعطت زخماً جديداً لعملية تنمية وتوثيق العلاقات المتميزة والتعاون المثمر بين بلدينا الصديقين في شتي المجالات، ونتطلع إلى التنفيذ المتواصل للتوافقات الحاصلة خلال لقاءات ومباحثات الأخوية بين قيادتينا الرشيدتين.
هل بلغ التعاون الاقتصادي مستوى العلاقات السياسية بين البلدين؟
¶ نحن نبذل جهوداً مشتركة لتوسيع علاقاتنا الاقتصادية ونحرص على مواصلة العمل المشترك لتنمية وتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات ذات المصالح المتبادلة بهدف الارتقاء بالعلاقات بين طاجيكستان وقطر إلى مستوى تطلعات القيادتين والشعبين الصديقين. كما نتطلع إلى النتائج الملحوظة من الدورة الثالثة للجنة الطاجيكية القطرية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني التي ستنعقد بمدينة دوشنبه عاصمة طاجيكستان في شهر أغسطس من هذا العام.
ما فرص الاستثمار التي توفرها طاجيكستان لاستقطاب الاستثمارات القطرية؟
¶ نحثّ دولة قطر دائماً على الحضور الاقتصادي الأقوى والمشاركة الفاعلة في الاستثمار والاستغلال المشترك للموارد الطبيعية الضخمة في طاجيكستان. في بلدنا هناك إمكانات وقدرات هائلة للتعاون في مختلف المجالات مما يمكن استغلاله بالتكاتف مع دولة قطر من منطلق المصالح المتبادلة، والموارد والثروات الطبيعية الضخمة والطبيعة الساحرة الخلابة لطاجيكستان، يمكنها أن تكون مصدراً للدخل الكبير للمستثمرين القطريين، كما أن أهمية طاجيكستان تتجلى في ثروتها الطبيعية الأساسية – وهي المياه النقية، حيث إن بلادنا تحتل أحد مراكز الريادة عالمياً من حيث امتلاك هذه الموارد.
ماذا عن التعاون في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب؟
¶ إن الموجة غير المسبوقة لظاهرة الإرهاب والتطرف تحولت اليوم إلى خطر عالمي تترتب عليها عواقب اجتماعية وسياسية مأساوية وبعيدة المدى. وطاجيكستان وقطر تتعاونان في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، والأمر الذي لا مراء فيه أن التطرف والإرهاب لا ينسجمان مع طبيعة شعبي البلدين ولا مع طباع وسلوك المسلمين عامةً، لأن روح ديننا الحنيف مبنية على نبذ العنف والتطرف والإضرار والإساءة إلى الغير، ونحن نشيد بالشراكة الفاعلة لدولة قطر الشقيقة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، ونتقدم للقيادة الرشيدة والشعب القطري الصديق بخالص الامتنان والتقدير للرعاية والدعم في تنظيم المؤتمر الدولي الرفيع المستوى حول مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف الذي انعقد يومي 3-4 مايو 2018 بالعاصمة الطاجيكية مدينة دوشنبه.
وماذا عن التعاون في المجال الثقافي؟
¶ بناءً على الاتفاقية الموقعة في الدوحة، يعمل الطرفان على دعم وتسهيل التعاون الثقافي، من خلال تنظيم الأسابيع الثقافية وإقامة مـعـارض الـفـنـون الـتـشـكـيـلـيـة وتـبـادل زيـارات الفـرق الـفـنـيـة والمـسـرحـيـة والـموسـيقـيـة. كما نتطلع إلى تنظيم الأسبوع الثقافي القطري في مدينة دوشنبه عاصمة جمهورية طاجيكستان في مستقبل قريب.
هل هناك زيارات متوقعة لمسؤولي البلدين خلال العام الحالي؟
¶ إن الرمز الجلي للصداقة والأخوة بين طاجيكستان وقطر يتمثل في مشروع المسجد الكبير في العاصمة الطاجيكية «دوشنبه» والذي يتولى مسؤولية إنجازه المكتب الهندسي لدى الديوان الأميري بدولة قطر، يستمر العمل فيه بدعم صادق من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر. وأنا على يقين أن تشييد هذا المسجد سوف يسجل في صفحات تاريخ العلاقات بين بلدينا كصرح شامخ للحضارة المشتركة لشعوب العالم العربي وآسيا الوسطى. علماً أن المسجد سيكون الأكبر على مستوى دول آسيا الوسطى، ويسع لنحو 150 ألف مصلٍ.
وبكل صدق نتطلع إلى أن تنتهي أعمال بناء هذا الإهداء المعماري العظيم من دولة قطر إلى الشعب الطاجيكي مع نهاية العام الحالي بعد أن تقدمت الأشغال به بنسبة تفوق 80 %، وأن تُتوّج مراسم افتتاحه الرسمي بحضور حضرة صاحب السمو الذي سوف يشهد بالمناسبة التوقيع على عدد من الاتفاقيات الثنائية التي سوف تحقّق طفرة في علاقات البلدين.
وفد قطري رفيع المستوى يشارك بمؤتمر التنمية المستدامة
قال سعادة خسرو صاحب زاده، سفير جمهورية طاجيكستان، في حوار لـ«العرب» إن بلاده تتطلع إلى مشاركة فاعلة من قطر في المؤتمر الدولي الرفيع المستوى حول «العقد الدولي للعمل: المياه من أجل التنمية المستدامة 2018/2028»، الذي سوف تعقده طاجيكستان، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة والشركاء الآخرين خلال الفترة من 20-22 يونيو من العام الجاري بمدينة دوشنبه.
وأشاد سعادته بالمواقف المشرّفة والدور الرائد والمساعي الدؤوبة لدولة قطر في مجال معالجة القضايا المعاصرة على المستويين الإقليمي والدولي، والدعم القطري المتواصل لمبادرات طاجيكستان الدولية.
خط طيران مباشر لتشجيع السياحة
قال سعادة خسرو صاحب زاده، سفير جمهورية طاجيكستان في حوار لـ «العرب» إن بلاده تأمل أن تتوّج الجهود القائمة لفتح خط طيران مباشر بين البلدين قريباً، الأمر الذي من شأنه أن يشجّع حركة السياح، ويمهد الطريق لتنمية العلاقات البشرية والتجارية والثقافية أيضاً.
وأضاف: نتطلع للتعاون الوثيق مع قطر في قطاع السياحة، وإن طاجيكستان بفضل مناخها الملائم، وطبيعتها الخلابة، وجبالها وقممها الشاهقة، وعيونها ومياهها العلاجية، وآثارها التاريخية والثقافية النادرة، تمتلك فرصاً سياحية كثيرة، ولدينا إمكانات كافية لتطوير السياحة البيئية والعلاجية والصحية وتسلق الجبال والصيد.