افتتاح أكبر جامع في آسيا الوسطى بتمويل قطري العام المقبل
أحمد البيومي
سياسة قطر الرشيدة تستهدف الحفاظ على السلم والأمن
اللجنة المشتركة بين البلدين آلية فاعلة لتقوية التعاون
قطر أول دولة عربية تستثمر في طاجيكستان
نشكر الدوحة على دعمها ومشاركتها في مؤتمر مكافحة الإرهاب بدوشنبه
قطر تستثمر في مشروع ديار دوشنبه وبناء جامع دوشنبه الكبير
أكد سعادة خسرو صاحب زادة، سفير جمهورية طاجيكستان في قطر، على تميز العلاقات بين قطر وطاجيكستان في كافة المجالات. وقال السفير صاحب زادة إن أحد أبرز النماذج الراقية لعلاقات الصداقة الناجحة والتعاون البناء يتمثل في علاقات التعاون بين طاجيكستان وقطر، علماً بأن البلدين سيحتفلان العام القادم بالذكرى الخامسة والعشرين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما.
جاء ذلك خلال احتفال سفارة جمهورية طاجيكستان لدى الدولة، بالذكرى السابعة والعشرين لاستقلال البلاد، بحضور سعادة السيد صلاح بن غانم ناصر العلي وزير الثقافة والرياضة، وسعادة الدكتور أحمد بن حسن الحمادي، الأمين العام لوزارة خارجية، وسعادة السفير إبراهيم يوسف فخرو، مدير إدارة المراسم بوزارة الخارجية، وعميد السلك الدبلوماسي السفير علي إبراهيم أحمد، وعدد من السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى الدولة.
وأضاف السفير الطاجيكي أنه على مدى سبع وعشرين سنة من استقلالها أقامت جمهورية طاجيكستان العلاقات الدبلوماسية والتعاون المتبادل المنفعة مع معظم بلدان العالم وهي تنتهج اليوم سياسة خارجية مرنة ومتوازنة وشفافة تراعي مصالحنا الوطنية وتتناغم مع الأعراف والمعايير المعترف بها دولياً.
وأوضح أن العلاقات المتميزة والمتينة القائمة بين طاجيكستان وقطر تستمد قواها من الأواصر الروحية والتاريخية والقواسم المشتركة بين الشعبين الطاجيكي والقطري من جانب، ومن الصلات والعلاقات الأخوية الخاصة القائمة بين زعيمي البلدين حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأخيه فخامة الرئيس إمام على رحمان رئيس جمهورية طاجيكستان.
وشدد على أن العلاقات الثنائية بين البلدين على مدى خمس وعشرين سنة حفلت بالاتصالات الكثيفة والمتواصلة على مستوى القمة والمستويات الرفيعة والثقة المتبادلة والمواقف المماثلة أو المتقاربة للبلدين تجاه القضايا الإقليمية والدولية المحورية وكذلك تنمية التعاون المتبادل المنفعة في إطار منظمة الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات المتعددة الأطراف، الأمر الذي تدل على المستوى الرفيع للعلاقات السياسية بين البلدين الشقيقين.
وتابع بقوله :”ننتهز هذه الفرصة لنرفع الشكر والتقدير لمقام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وحكومة قطر الشقيقة على الدعم الكريم والمشاركة في تنظيم المؤتمر الدولي الرفيع المستوى حول مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف الذي استضافته مدينة دوشنبه في شهر مايو من هذا العام، وإننا نتطلع إلى استمرار مثل هذا التعاون المثمر في التنظيم المشترك للمؤتمرات الدولية المهمة التي تساعد على إيجاد حلولٍ للمشاكل والأزمات العالمية”.
استثمارات وتعاون
وعلى صعيد العلاقات الاقتصادية والاجتماعية أضاف السفير صاحب زادة أن دولة قطر هي أول دولة عربية قامت بالاستثمار في طاجيكستان، مشيرا إلى أن النشاط التمويلي والاستثماري القطري يتمثل في تطوير مشروعي ديار دوشنبه وبناء أكبر جامع على مستوى آسيا الوسطى في العاصمة الطاجيكية. وتابع :” إننا نتطلع إلى زيارة سمو أمير دولة قطر إلى طاجيكستان العام المقبل للمشاركة في مراسم الافتتاح الرسمي لجامع دوشنبه الكبير الذي يعتبر مشروعاً تاريخياً وحضاريا عملاقا”.
ونبه إلى أن كافة الفرص والإمكانيات متاحة اليوم لتفعيل علاقات التعاون بين طاجيكستان وقطر في قطاعات التجارة والاقتصاد والطاقة والصناعة والزراعة والسياحة والنقل وغيرها من المجالات الواعدة. وأشار إلى إن اللجنة الحكومية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والفني والعلمي بين البلدين تعتبر آلية فاعلة لتفعيل التعاون التجاري والاقتصادي، والتي انعقدت الدورة الثالثة لاجتماعاتها في 30 و 31 أغسطس الماضي بمدينة دوشنبه على مستوى وزيري الاقتصاد والتجارة للبلدين، معربا عن أمله بأن تكون نتائج وتوصيات الدورة الأخيرة لاجتماعات اللجنة لها تأثير إيجابي وواقعي على تفعيل حضور الدوائر الاستثمارية القطرية في كافة القطاعات الاقتصادية في طاجيكستان.
وأضاف :” في عالمنا المعاصر تمثل المفاوضات التي تجري في أجواء التفاهم والاحترام المتبادل أفضل سبل للتسوية السلمية لكافة الأزمات والخلافات، وفي هذا السياق نشيد عالياً بالسياسة الرشيدة والسلمية لدولة قطر وبالمساعي الدبلوماسية البناءة للدول الشقيقة من أجل الحفاظ على السلم والأمن الإقليميين، وإننا إذ نتطلع إلى مستقبل العلاقات بين طاجيكستان وقطر برؤية متفائلة، نعرب عن ثقتنا أنه في ضوء التعاون المثمر والدعم المتبادل سنحقق إنجازات عظيمة على كافة الأصعدة”.
ذكرى الاستقلال
وحول ذكرى الاستقلال قال السفير الطاجيكي :” لقد نال شعبنا نعمة الاستقلال في التاسع من سبتمبر عام ألف وتسعمائة وواحد وتسعين ومنذ ذلك الوقت يتم الاحتفال بهذا اليوم كيوم الاستقلال الوطني لجمهورية طاجيكستان. ومن دواعي الاعتزاز لدينا أنه في بداية المرحلة الجديدة لبناء دولة طاجيكستان الفتية مَنَّ الله تعالى على الشعب الطاجيكي العريق بشخصية تاريخية فريدة – قائد الأمة، رئيس جمهورية طاجيكستان صاحب الفخامة إمام علي رحمان الذي بفضل جهوده ومساعيه المتواصلة اجتازت طاجيكستان مخاطر الانهيار وقامت بترسيخ قواعد استقلالها الوطني، وحقق الشعب الطاجيكي إنجازات تاريخية عظيمة في طريق إحياء الدولة القومية ليمضي قدماً اليوم بخطوات ثابتة نحو مستقبل واعد”.
وأضاف بأنه خلال فترة تاريخية وجيزة تم إنجاز أعمال جبّارة مثل بناء وتحديث للبنية التحتية والإنتاجية والاجتماعية ومرافق الطاقة وطرق النقل وغير ذلك من المبادرات البناءة لتحقيق التنمية المستدامة وذلك عبر تبنّي عدد من برامج الدولة والخطط والإستراتيجيات القومية بالتزامن مع الإصلاحات الشاملة على مختلف الأصعدة لحياة المجتمع والدولة.
مسيرة من التطور
وقال إن طاجيكستان تستكمل مسيرتها اليوم في أجواء من الوحدة الوطنية وتحت القيادة الرشيدة لقائد الأمة فخامة الرئيس إمام علي رحمان لإنجاز أهدافنا الإستراتيجية الثلاثة وهي – تحقيق الاستقلالية في الطاقة والخروج من العزلة المواصلاتية وحماية الأمن الغذائي والتي اقتربت من إنجازها النهائي، مشيرا إلى أن بلاده عضوة كاملة الحقوق في سبع وخمسين منظمة دولية وإقليمية وهي تقدم إسهاماتها في حل وتسوية القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في العالم جنباً إلى جنب مع الدول الأخرى.
ونوه بأن طاجيكستان تُعرف اليوم كدولة رائدة في حل القضايا العالمية الشائكة والمتعلقة بالمياه بما لديها من موارد مائية ضخمة، حيث أطلقت سلسلة من المبادرات الدولية بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة والتي حظيت بترحيب غير مسبوق من قبل المجتمع الدولي وقدمت رؤية واضحة وشاملة لتسوية المشاكل والقضايا المتعلقة بالمياه في العالم. وآخر هذه المبادرة هو إعلان العقد الدولي للعمل “الماء من أجل التنمية المستدامة” لسنوات 2018 – 2028، والذي تم إطلاقه هذا العام من قبل منظمة الأمم المتحدة وسيتم تنفيذه على المستوى العالمي خلال السنوات العشر القادمة بالتعاون مع شركائنا الدوليين.