سفير طاجيكستان: الأزمة الخليجية غمّة وستزول.. ورمضان فرصة لتسامح الأشقاء
سفير طاجيكستان: الأزمة الخليجية غمّة وستزول.. ورمضان فرصة لتسامح الأشقاء
قال سعادة خسرو صاحب زاده، سفير جمهورية طاجيكستان لدى الدولة، في حوار لـ «العرب?» إنه يقضي أول رمضان له في قطر والعالم الإسلامي، ولم يلمس أي تأثير سلبي للأزمة على أجواء الصيام بالدوحة، لافتاً إلى أن الوئام والتلاحم بين الشعب والقيادة في ظل هذه الظروف أبرز ما استوقفه في قطر. واعتبر سعادته أن الأزمة الخليجية غمّة وستزول، وهي ليست سوى خلاف وسوء تفاهم بين الأشقاء ينبغي تسويته بالحوار البنّاء والجلوس على مائدة المفاوضات المبنية على أسس الثقة والاحترام المتبادل، وأن رمضان فرصة للتسامح والتفاوض للخروج من مثل هذه الأزمة الراهنة.
ما رسالتكم للشعب القطري بمناسبة شهر رمضان؟
¶ بداية اسمحوا لي أن أقدم أحر التهاني والتبريكات لكم وللقائمين على صحيفة «العرب»، سائلاً الله تعالى لكم قبول الصيام والقيام، وشاكراً إياكم على ترتيب هذا الحوار الأخوي في هذه الأيام الرمضانية الطيبة. وأما رسالتي إلى الشعب القطري الأبيّ، فهي رسالة أخ إلى إخوته مصحوبة بأرق التهاني بهذا الشهر الفضيل وأسمى الأمنيات بالسؤدد والرفعة والرفاهية. وأود أن أقول لأبناء قطر الشرفاء إنكم رمز للوفاء والوئام والوحدة والشرف والخير والسخاء، ولكم كل التحية والتقدير وأسأل الله تعالى أن يديم عليكم نعمة الاستقرار والرخاء والوحدة والتلاحم تحت القيادة الرشيدة لأمير البلاد المفدى.
كيف تقضون رمضان في قطر؟
¶ لقد تم تعييني سفيراً لطاجيكستان في قطر في شهر سبتمبر من العام الماضي، وهذه فرصة لي لأقضي أول رمضان في قطر، بل إنه الأول في دولة مسلمة خارج طاجيكستان. قد تختلف الأيام الرمضانية عن سائر أيام السنة نظراً لأمور تتعلق بالصيام وغيره. ولكني أحرص على قضاء يومي بشكل طبيعي في رمضان من منطلق كوني سفيراً لبلادي في الدوحة لأن هناك أموراً والتزامات وواجبات مهنية يجب القيام بها. وأجمل ما في رمضان هو لياليه حيث تكون الفرصة للتزاور والسهر مع الأحباب والأصدقاء.
ما الذي جذبك في عادات وأجواء رمضان في قطر والعالم؟
¶ إن شهر رمضان هو موسم لتنشيط الخصال الحميدة والطيبة من الصبر والتسامح والرحمة والتعاطف والتكافل والإيثار والألفة والمودة. وإن من أهم الخصال الطيبة التي يحث عليها رمضان هي الإكثار من الجود ومد يد العون للفقراء والمحتاجين. وقد جاء في إحدى الروايات أنه «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان». ولا شك أن هذه الخصال الطيبة والقيم السامية تلقي بظلالها على جميع البلدان المسلمة في رمضان، بما في ذلك قطر التي تتميز بتماسك نسيجها الاجتماعي.
يقضي القطريون ثاني رمضان تحت الحصار، هل لاحظتم أي تأثير سلبي للأزمة على حياة المواطنين والمقيمين؟
¶ الأزمة الخليجية الراهنة لا أراها إلا خلافاً وسوء تفاهم بين الأشقاء، مما ينبغي تسويته من خلال الحوار البناء والجلوس خلف مائدة المفاوضات المبنية على أسس الثقة والاحترام المتبادل. وهذه الأزمة هي غمة وستزول. ورمضان الفضيل بما يحمله من قيم نبيلة وسامية يمثل فرصة ليفكر الشخص في نهج التسامح والتفاوض للخروج من مثل هذه الأوضاع. وأما عن التأثيرات السلبية للأزمة على الحياة العامة في قطر، فليس هناك شيء جاد من شأنه أن يثير الانتباه. وأهم شيء يلفت انتباهي دائماً في هذا البلد الكريم هو الوئام والتلاحم بين الشعب والقيادة في ظل هذه الظروف.
كم عدد المسلمين في بلدكم؟ وكيف عاداتهم في رمضان؟
¶ عدد سكان طاجيكستان يقرب من 9 ملايين نسمة، و98 % من أهالي البلاد مسلمون من أهل السنة والجماعة ومن أتباع المذهب الحنفي. وعادات شعبنا في رمضان مماثلة لشعوب البلدان المسلمة من الالتزام بالصيام والقيام والإكثار من الأعمال الصالحة والخيرة التي يحث عليها الشرع في هذا الشهر المبارك، والناس يتنافسون فيما بينهم لنيل مزيد من النفحات والخيرات التي يتفضل بها عليهم رمضان. ولا شك أن صلاة التراويح والقيام تعتبر من أهم المظاهر الرمضانية، الأمر الذي يلاحظ بوضوح في بلدنا أيضاً، حيث يقبل الجميع على المساجد لأداء التراويح، علماً بأن المسلمين الطاجيك يحرصون على أن يصلوا التراويح عشرين ركعة بتمامها تمسكاً بالمذهب الحنفي.
ما أهمية تقاسم شهر الصيام مع المسلمين في تصحيح التصور الخاطئ عن المسلمين الذي يربط الإسلام بالإرهاب؟
¶ الإسلام هو دين الرحمة الذي يدعو البشرية إلى التسامح والتعايش والود ومكارم الأخلاق ونبذ العنف والقطيعة. وإن ربط الإسلام بالإرهاب هو تصور همجي وغير منطقي صنعه أعداء الأمة لتشويه صورة هذا الدين الحنيف. ومع الأسف المغالطات والتصرفات الخاطئة من بعض المنتسبين للأمة الإسلامة ساعدتهم على ترويج هذه الدعاية المشؤومة. وإن رمضان بما يحمل من معاني بشرية سامية خير دليل على أن الإسلام بريء من العنف والتطرف والإرهاب. وكل من تسول له نفسه أن ينحاز إلى نشر الإرهاب والتطرف يجد في هذه المدرسة الروحية (رمضان) ما يرده إلى رشده وصوابه.