آفاق استثمارية واعدة بين القطريين والطاجيك

 

كتب- محمد حربي
اشاد سعادة السفير خسرو صاحب زاده، سفير جمهورية طاجيكستان لدى الدوحة، بالعلاقات القطرية- الطاجيكية، التي يمر عليها 25 عاما في عام 2019، موضحا أنهم سيقيمون احتفالات ضخمة العام القادم بمناسبة اليوبيل الفضي لأول علاقة دبلوماسية بين الشعبين القطري والطاجيكي، مشيرا إلى أنهم يقدرون الدور القطري في دعمهم ومساندتهم في أولى خطواتهم نحو بناء دولة الطاجيك المستقلة عقب حصولهم على الاستقلال في بداية عقد التسعينيات من القرن الماضي.
لافتا إلى أنهم يتطلعون إلى زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى – حفظه الله -، إلى بلادهم العام المقبل، لافتتاح أكبر مسجد آسيوي، في العاصمة دوشنبه، والذي يتسع إلى نحو 120 ألفا من المصلين. جاء ذلك خلال الاحتفالية التي أقامتها السفارة في الدوحة لمرور 27 عاما للاستقلال الوطني لجمهورية طاجيكستان، بحضور عدد من أصحاب السعادة الوزراء، سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة، وسعادة الدكتور أحمد بن حسن الحمادي الأمين العام لوزارة الخارجية، سعادة السفير إبراهيم يوسف فخرو مدير إدارة المراسم، والسيد عيسى بن ربيعة الكواري، نائب رئيس مجلس الشورى السابق، وعدد من أصحاب السعادة السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى الدوحة
وشاركت في إحياء الحفل فرقة «دلنواز» للفنون الموسيقية بطاجيكستان، حيث قدمت عددا من الأغاني الطاجيكية الشعبية.
وفي بداية كلمته، قال سعادة السفير خسرو صاحب زاده، إن شعبهم قد نال الاستقلال يوم 9 سبتمبر 1991، والتي كانت بداية للمرحلة الجديدة لبناء دولة طاجيكستان الفتية، مشيرا إلى أن الشعب الطاجيكي العريق صاحب شخصية تاريخية فريدة – قائد الأمة، لافتا إلى دور رئيس جمهورية طاجيكستان إمام على رحمان الذي بفضل جهوده ومساعيه المتواصلة اجتازت طاجيكستان مخاطر الانهيار وقامت بترسيخ قواعد استقلالها الوطني، وحقق الشعب الطاجيكي إنجازات تاريخية عظمى في طريق إحياء الدولة القومية ليمضي قدماً اليوم بخطوات ثابتة نحو مستقبل واعد.
واوضح سعادة السفير خسرو صاحب زاده، أنه خلال فترة تاريخية وجيزة تم إنجاز أعمال جبّارة مثل بناء وتحديث للبنية التحتية والإنتاجية والاجتماعية ومرافق الطاقة وطرق النقل وغير ذلك من المبادرات البناءة لتحقيق التنمية المستدامة وذلك عبر تبنّي عدد من برامج الدولة والخطط والاستراتيجيات القومية بالتزامن مع الإصلاحات الشاملة على مختلف الأصعدة لحياة المجتمع والدولة، مشيرا إلى أن بلادهم تستكمل مسيرتها اليوم في أجواء من الوحدة الوطنية وتحت القيادة الرشيدة لقائد الأمة فخامة الرئيس إمام علي رحمان لإنجاز أهدافنا الاستراتيجية الثلاثة وهي تحقيق الاستقلالية في الطاقة والخروج من العزلة المواصلاتية وحماية الأمن الغذائي والتي اقتربت من إنجازها النهائي، وأن طاجيكستان اليوم هي عضوة كاملة الحقوق في سبع وخمسين منظمة دولية وإقليمية وهي تقدم إسهاماتها في حل وتسوية القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في العالم جنباً إلى جنب مع الدول الأخرى، لافتا إلى أن طاجيكستان تُعرف اليوم كدولة رائدة في حل القضايا العالمية الشائكة والمتعلقة بالمياه بما لديها من موارد مائية ضخمة.
وقد أطلقت طاجيكستان سلسلة من المبادرات الدولية بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة والتي حظيت بترحيب غير مسبوق من قبل المجتمع الدولي وقدمت رؤية واضحة وشاملة لتسوية المشاكل والقضايا المتعلقة بالمياه في العالم، مشددا على أن آخر هذه المبادرات هو إعلان العقد الدولي للعمل «الماء من أجل التنمية المستدامة» لسنوات 2018 – 2028، والذي تم إطلاقه هذا العام من قبل منظمة الأمم المتحدة وسيتم تنفيذه على المستوى العالمي خلال السنوات العشر القادمة بالتعاون مع شركائنا الدوليين.
واضاف سعادة السفير خسرو صاحب زاده، أنه على مدى سبع وعشرين سنة من استقلالهم أقامت جمهورية طاجيكستان العلاقات الدبلوماسية والتعاون المتبادل المنفعة مع معظم بلدان العالم وهي تنتهج اليوم سياسة خارجية مرنة ومتوازنة وشفافة تراعي مصالحنا الوطنية وتتناغم مع الأعراف والمعايير المعترف بها دولياً، وأحد أبرز النماذج الراقية لعلاقات الصداقة الناجحة والتعاون البناء يتمثل في علاقات التعاون بين طاجيكستان وقطر، علماً بأن البلدين سيحتفلان العام القادم بالذكرى الخامسة والعشرين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، وأن العلاقات المتميزة والمتينة القائمة بين طاجيكستان وقطر تستمد قواها من الأواصر الروحية والتاريخية والقواسم المشتركة بين الشعبين الطاجيكي والقطري من جانب، ومن الصلات والعلاقات الأخوية الخاصة القائمة بين زعيمي البلدين – فخامة إمام علي رحمان رئيس جمهورية طاجيكستان وأخيه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى.
وشدد سعادة السفير خسرو صاحب زاده، أن العلاقات الثنائية بين البلدين على مدى خمس وعشرين سنة حَفِلَت بالاتصالات الكثيفة والمتواصلة على مستوى القمة والمستويات الرفيعة والثقة المتبادلة والمواقف المماثلة أو المتقاربة للبلدين تجاه القضايا الإقليمية والدولية المحورية وكذلك تنمية التعاون المتبادل المنفعة في إطار منظمة الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات المتعددة الأطراف، الأمر الذي تدل على المستوى الرفيع للعلاقات السياسية بين البلدين الشقيقين، موضحا أنهم ينتهزون هذه الفرصة لرفع الشكر والتقدير لمقام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، والحكومة القطرية على الدعم الكريم والمشاركة في تنظيم المؤتمر الدولي الرفيع المستوى حول مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف الذي استضافته مدينة دوشنبه في شهر مايو من هذا العام، وأنهم يتطلعون إلى استمرار مثل هذا التعاون المثمر في التنظيم المشترك للمؤتمرات الدولية المهمة التي تساعد على إيجاد حلولٍ للمشاكل والأزمات العالمية.
لافتا إلى أنهم على صعيد العلاقات الاقتصادية والاجتماعية فإن دولة قطر الشقيقة هي أول دولة عربية قامت بالاستثمار في طاجيكستان. والنشاط التمويلي والاستثماري القطري يتمثل في تطوير مشروعي ديار دوشنبه وبناء أكبر جامع على مستوى آسيا الوسطى في العاصمة الطاجيكية، كما أنهم يتطلعون إلى زيارة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، إلى طاجيكستان العام المقبل للمشاركة في مراسم الافتتاح الرسمي لجامع دوشنبه الكبير الذي يعتبر مشروعاً تاريخياً وحضاريا عملاقاً، وأنهم يعتقدون أن كافة الفرص والإمكانيات متاحة اليوم لتفعيل علاقات التعاون بين طاجيكستان وقطر في قطاعات التجارة والاقتصاد والطاقة والصناعة والزراعة والسياحة والنقل وغيرها من المجالات الواعدة، كما أن اللجنة الحكومية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والفني والعلمي بين البلدين تعتبر آلية فاعلة لتفعيل التعاون التجاري والاقتصادي، والتي انعقدت الدورة الثالثة لاجتماعاتها في 30 – 31 أغسطس 2018 بمدينة دوشنبه على مستوى وزيري الاقتصاد والتجارة للبلدين ونأمل أن نتائج وتوصيات الدورة الأخيرة لاجتماعات اللجنة سيكون لها تأثير إيجابي وواقعي على تفعيل حضور الدوائر الاستثمارية القطرية في كافة القطاعات الاقتصادية في طاجيكستان.
ونوه سعادة السفير خسرو صاحب زاده، الى أنه في عالمنا المعاصر تمثل المفاوضات التي تجري في أجواء التفاهم والاحترام المتبادل أفضل سبل للتسوية السلمية لكافة الأزمات والخلافات.
وفي هذا السياق نشيد عالياً بالسياسة الرشيدة والسلمية لسمو أمير دولة قطر وبالمساعي الدبلوماسية البناءة للدول الشقيقة من أجل الحفاظ على السلم والأمن الإقليميين، كما أنهم يتطلعون إلى مستقبل العلاقات بين طاجيكستان وقطر برؤية متفائلة، نعرب عن ثقتنا أنه في ضوء التعاون المثمر والدعم المتبادل سنحقق إنجازات عظيمة على كافة الأصعدة، لأن طاجيكستان وقطر لا تمتلكان موارد طبيعية ضخمة فحسب، بل لديهما موارد بشرية هائلة أيضاً، معتبرا أن الحل الوحيد للأزمات التي يعيشها عالمنا المعاصر تكون عبر طريق المفاوضات وأن تسود أجواء التفاهم والاحترام المتبادل كأفضل السبل للتسوية السلمية لكافة الأزمات والخلافات، مشيدا عالياً بالسياسة الرشيدة والسلمية للدبلوماسية القطرية ودور قطر البناء على الصعيد العالمي من أجل الحفاظ على السلم والأمن الإقليميين والدولي.

National Development Strategy of the Republic of Tajikistan for the period up to 2030

UN Resolution entitled International Decade for Action “Water for Sustainable Development”, 2018-2028

MFA Publications

Hotline for Tajikistan citizens abroad