قطر لا تفرّق بين المواطنين والمقيمين في مواجهة «كورونا»

 

أبدى سعادة السيد خسرو صاحب زاده، سفير جمهورية طاجيكستان لدى الدوحة، تقديره للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها دولة قطر لمواجهة انتشار وباء كورونا «كوفيد – 19»، مشيراً إلى أن الحكومة والدوائر والأجهزة المختصة في قطر تضرب أروع الأمثلة في إدارة الأزمة، وبخاصة رعاية المصابين ومعالجتهم جميعاً دون التفريق بين المواطنين والمقيمين.. وتفاصيل أخرى في نص الحوار التالي:
ما رسالتكم للشعب القطري بمناسبة شهر رمضان؟
■ في البداية أشكركم على هذا الحوار، ويشرّفني أن أهنّئكم بمناسبة حلول شهر رمضان الفضيل، أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركة.
كما يسرني أن أقدم أحرّ التهاني والتبريكات بهذه المناسبة السعيدة للشعب القطري الشقيق وقيادته الرشيدة، سائلاً الله سبحانه وتعالى قبول الصيام والقيام. وبما أننا نستقبل شهر رمضان المبارك ونحن في ظروف استثنائية، بسبب الانتشار غير المسبوق لفيروس كورونا، أعرب عن ثقتي في أن أبناء قطر الشرفاء سيجتازون هذه الأزمة بكل صمود واقتدار، فلهم مني كل التحية والتقدير.
وأنتهز هذه الفرصة لأتمنى لدولة قطر أميراً وحكومة وشعباً كل التوفيق في التغلب على هذه الأزمة، وتحقيق مزيد من الإنجازات على مسيرة التقدم والنماء.

كيف تقضون شهر الصيام في ظل الظروف الراهنة مع إجراءات العزل الصحي؟
■ بطبيعة الحال الأوضاع الاستثنائية التي نعيشها اليوم تؤثر على جميع جوانب حياتنا، ولكن مع ذلك نستقبل شهر رمضان الفضيل بكل تفاؤل وابتهاج، ونستعد لقضائه بما يناسب هذه الأيام المباركات التي تحمل لنا الخيرات والنفحات العظيمة.

هل سبق لكم أن أمضيتم شهر رمضان في قطر أو بلد إسلامي آخر؟
■ قطر هي أول دولة مسلمة أقضي فيها رمضان بعد طاجيكستان، وهذه السنة الثالثة التي من حسن الحظ أن أستقبل وأقضي رمضان وسط الأشقاء القطريين، حيث تم تعييني سفيراً لبلادي قبل ثلاث سنوات تقريباً. ولم يكن لي نصيب أن أقضي رمضان في بلد من الدول الإسلامية من قبل.

ما الذي جذبك في عادات وأجواء رمضان في قطر؟
■ إن قطر جميلة دائماً وتزداد جمالاً وروعة في رمضان وغيره من المناسبات الطيبة. وهذا البلد الطيب مثل وطني العزيز طاجيكستان، يجعل الإنسان يعايش رمضان بكل معنى، والأجواء الرمضانية هنا تمنحك نفحات إيمانية وروحية وشعوراً بالطمأنينة. وأينما تذهب في قطر تقابلك المظاهر الرمضانية والبهجة والبسمة من الناس، بفضل هذا الشهر الكريم. ولا شك أن قطر تشترك مع غيرها من البلدان العربية والإسلامية في إحياء العادات والتقاليد الرمضانية.
كما أن المجالس الرمضانية في قطر التي تجمع بين الإخوة والأقارب والأحبة في ليالي هذا الشهر الفضيل لفتت انتباهي كثيراً. ومما أعجبني من التقاليد القطرية في رمضان يوم القرنقعوه في منتصف الشهر الفضيل، والذي يعتبر الأطفال والصغار أبطاله، ما يزيد الأجواء الرمضانية بهجة وجمالاً.
ومع الأسف الشديد سنحرم من كثير من هذه المظاهر والتقاليد الرمضانية بسبب أزمة «كورونا» هذا العام، ولكن يجب علينا التمسّك بشعار «سلامتك هي سلامتي» في هذا الشهر.

هل شاركت في إفطار قطري
من قبل؟
■ نعم، بما أنني أقيم في قطر منذ ثلاث سنوات تقريباً فكان لي شرف أكثر من مرة أن أكون ضيفاً على إخوتي وأصدقائي القطريين في شهر رمضان المبارك. ولا شك أن المائدة القطرية سخية ومليئة بأنواع من المأكولات الطيبة واللذيذة بشكل عام، ولكنها أكثر جمالاً وتنوّعاً في رمضان. ومما يعجبني في المائدة الرمضانية في قطر الهريس والثريد واللقيمات.

يقضي القطريون رمضان تحت الحصار، هل لاحظتم أي تأثير سلبي على حياة المواطنين والمقيمين؟
■ بالصراحة أنا لا أشعر بأي تأثير كبير للحصار على الحياة العامة في قطر، والأمور على المستويات كافة تسير كما ينبغي، وكل شيء متوفر، وجميع الخدمات موجودة، ولكن مع ذلك أتمنى أن تزول هذه الغمة قريباً، وأن تسود روح الوئام والتفاهم بين الأشقاء. وأنا واثق من أن الشعب القطري النبيل تحت قيادته الرشيدة سيجتاز هذه الأزمة مرفوع الرأس، ومما يلفت انتباهي دائماً في هذا البلد الكريم هو الوئام والتلاحم بين الشعب والقيادة في ظل هذه الظروف.

كم عدد المسلمين في بلادكم؟ وما عادات رمضان عندكم؟
■ طاجيكستان دولة مسلمة فتية تقع جنوب منطقة آسيا الوسطى التي كانت تعرف عند العرب بإقليم ما وراء النهر. وعدد سكان طاجيكستان اليوم أكثر من 9 ملايين نسمة؛ يشكل المسلمون 98% من عموم السكان. وعادات وتقاليد شعبنا في رمضان لا تختلف عن عادات وطقوس شعوب البلدان المسلمة الأخرى، مثل: الالتزام بالعبادات، والإكثار من الأعمال الصالحة والخيّرة، وإقامة الموائد الرمضانية، وحملات المساعدات للمحتاجين، وغير ذلك من المبادرات الاجتماعية التي تقتضيها روح هذا الشهر الفضيل. ومن أهم المظاهر الرمضانية صلاة التراويح التي تحظى بعناية خاصة من المسلمين الطاجيك الذين يحرصون على إقامتها عشرين ركعة، تمسّكاً والتزاماً بالمذهب الحنفي.

ما أهمية تقاسم شهر الصيام مع المسلمين في تصحيح التصور الخاطئ الذي يربط الإسلام بالإرهاب؟
■ الإسلام دين الرحمة والتسامح والسلام، ونبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- أرسله الله تعالى رحمة للعالمين، كما أن الإسلام منهج لمكارم الأخلاق والقيم السامية. بالفعل هناك جهات مغرضة في العالم تربط الإسلام بالإرهاب، والإسلام منه بريء؛ ولكن مع الأسف أحياناً سلوكيات خاطئة من بعض المسلمين تحمل غير المسلمين أحياناً على إساءة فهم الإسلام واتهامه بما لا ينبغي. وإن شهر رمضان الفضيل يتضمّن جميع معاني الخير والسخاء والصبر والتسامح والجود والسخاء والرحمة والشفقة والألفة، وهو موسم للنفحات الربانية وموسم لمراجعة النفس وتهذيبها وحملها على القيم الإنسانية السامية.

كيف تقيّمون الإجراءات المتّبعة من السلطات القطرية لمواجهة تفشّي فيروس كورونا «كوفيد – 19»؟
■ إن القرارات والإجراءات الاحترازية التي يتم اتخاذها في دولة قطر لمواجهة انتشار وباء «كورونا» تستحق صراحة كل الإشادة والتقدير؛ حيث إن الحكومة والدوائر والأجهزة المختصة في قطر تضرب أروع أمثلة في إدارة الأزمة وتفعيل الإجراءات الاحترازية للتعامل مع هذا العدو الخفي، وكذلك في رعاية المصابين ومعالجتهم جميعاً دون التفريق بين المواطنين والمقيمين والعمالة الوافدة. كما أن القرارات والإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها الدولة بتوجيه مباشر من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، بشأن مواجهة تداعيات تفشّي فيروس «كورونا» لها دور محوري في إنجاح عملية إدارة الأزمة. ومما يعجبني في قطر أن مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص أيضاً دخلت بقوة على خط مواجهة «كورونا»، لتقوم بمؤازرة جهود الحكومة لمنع تفشّي الفيروس.

هل هناك تعاون بين بلادكم ودولة قطر لمواجهة الوباء؟
■ طبعاً، التعاون بين طاجيكستان وقطر وطيد ومستمر دائماً على المستويات والأصعدة كافة.

كيف تتواصلون مع جاليتكم المقيمة في قطر؟ وما النصائح التي توجهونها لهم؟
■ نحن على تواصل مستمر مع أعضاء جاليتنا، وفي الغالب يكون التواصل عن بُعد عبر الاتصال بالهاتف أو وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك التزاماً بمبدأ التباعد الاجتماعي ومراعاةً للإجراءات الاحترازية. والجالية الطاجيكية ليست كبيرة؛ حيث يتجاوز عددهم اليوم 150 شخصاً يعملون في مختلف القطاعات في الدولة. وأنتهز هذه الفرصة لنقدّم الشكر الجزيل للحكومة القطرية وجهات توفير العمل في الدولة، على احتضانها الجالية الطاجيكية بكل رعاية واهتمام في ظل هذه الظروف.
ونصيحتي لأبناء الجالية الطاجيكية في قطر هي ضرورة التحلي بالصبر في هذه الظروف الاستثنائية، وعدم الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى، ومراعاة جميع التوصيات والإرشادات الصحية، والالتزام بالقرارات والإجراءات الوقائية التي تتخذها الجهات المعنية في الدولة من أجل التغلّب على هذه الجائحة.

كيف تقضي يومياتك في الحجر الصحي والعمل من البيت؟
■ فعلاً، الظروف التي نحن فيها تضطرنا إلى أن نمكث في البيت ولا نخرج إلا لضرورة؛ حفاظاً على سلامتنا وسلامة الآخرين. وقد يكون المكوث الطويل بالمنزل مملاً ولكنه فرصة لمراجعة النفس وترتيب الأولويات وممارسة الهوايات، والقيام بأمور كنا نعتبرها ثانوية. وهذه الأيام خلال الفترة الصباحية في الغالب أقوم بالواجبات المهنية ومتابعة عمل السفارة، كما أحرص على ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة، وقراءة الكتب ومشاهدة برامج تلفزيونية وتصفّح الإنترنت ومتابعة الأحداث والمستجدات الإقليمية والدولية. وبالإضافة إلى ذلك، أخصص وقتاً للتواصل مع أعضاء أسرتي وأصدقائي وزملائي.

National Development Strategy of the Republic of Tajikistan for the period up to 2030

UN Resolution entitled International Decade for Action “Water for Sustainable Development”, 2018-2028

MFA Publications

Hotline for Tajikistan citizens abroad