مرحلة نوعية جديدة للتعاون القطري الطاجيكي

الدوحة – إبراهيم بدوي:
أكد سعادة السيد خسرو صاحب زاده، سفير جمهورية طاجيكستان لدى الدوحة، على أهمية زيارة الدولة التي يقوم بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المُفدى إلى طاجيكستان، مؤكدًا أنها تُشكل منعطفًا تاريخيًا وإيذانًا بانطلاق مرحلة نوعية جديدة في مسيرة العلاقات الثنائية بين البلدين.
وقال في حوار مع الراية : إن الزيارة سوف تشهد لقاء قمة يجمع زعيمي البلدين لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك وتوقيع حزمة اتفاقيات ومُذكرات تفاهم جديدة في مجالات الاستثمار والتجارة والاقتصاد والصناعة والزراعة والأمن الغذائي، والسياحة والشباب والرياضة والبيئة والشؤون المصرفية. كما أنه من المقرر أن تشهد الزيارة أيضًا افتتاح أكبر جامع في آسيا الوسطى بالعاصمة دوشنبه بتمويل قطري.
وقال السفير: إن هناك اهتمامًا كبيرًا بزيارة صاحب السمو على المستويين الرسمي والشعبي في طاجيكستان، وقطر شريك مهم في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط، وشهدت علاقات التعاون البناءة بين البلدين نموًا مطردًا الفترة الماضية، حيث تعطي طاجيكستان أولوية لعلاقاتها مع قطر كدولة رائدة ومتطورة، مؤكدًا على دور قطر المهم لتعزيز التعاون بين دول مجلس التعاون وجمهوريات آسيا الوسطى.
وأكد السفير أن قطر رائدة عربيًا في السوق الاستثماري في طاجيكستان، وهناك فرص وحوافز للمستثمرين القطريين في الصناعة والتعدين والزراعة والصناعات الخفيفة وغيرها، مُعربًا عن تطلع بلاده إلى استثمار قطر لتنفيذ مشاريع الطاقة المائية في طاجيكستان وغيرها من التفاصيل في سطور الحوار التالي:

منعطف تاريخي

 

• كيف ترون أهمية زيارة صاحب السمو إلى طاجيكستان وتعزيزها لعلاقات البلدين؟
أهمية الزيارة الرسمية لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر إلى طاجيكستان تبرزها قوة العلاقات التي تربط بين البلدين على مدى ثلاثة عقود من الزمن تقريبًا. بادرت قطر منذ وقت مبكر بالاعتراف باستقلال وسيادة طاجيكستان، وإقامة العلاقات الدبلوماسية معها، وعلى مدى الفترة الماضية شهدت علاقات التعاون البناءة بين البلدين نموًا مطردًا على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتي تقوم على قاعدة الأخوة وحسن التفاهم والاحترام المتبادل، حتى أضحت قطر اليوم شريكًا مهمًا لطاجيكستان في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط. والزيارات واللقاءات على مستوى القمة خلال السنوات الماضية كان لها دور كبير في الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب. وزيارة سمو الأمير إلى طاجيكستان تمثل منعطفًا تاريخيًا وإيذانًا بانطلاق مرحلة نوعية جديدة في مسيرة العلاقات الثنائية بين البلدين.

لقاء قمة

 

• ما أبرز اللقاءات والمحادثات على جدول أعمال الزيارة؟
بطبيعة الحال ستتضمن زيارة الدولة لقاءً خاصًا يجمع بين زعيمي البلدين فخامة الرئيس إمام علي رحمان رئيس جمهورية طاجيكستان وصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر بالإضافة إلى جلسة مباحثات موسعة بحضور فخامة الرئيس وسمو الأمير وبمشاركة أعضاء وفدي البلدين. ومن المُقرر أيضًا أن يتم ترتيب لقاءات سمو الأمير على هامش الزيارة مع كل من رئيس مجلس النواب (البرلمان) ورئيس الوزراء وغيرهما من المسؤولين الكبار في طاجيكستان. وسيتضمن برنامج زيارة سمو الأمير مراسم افتتاح المسجد الكبير في العاصمة الطاجيكية دوشنبه والذي يعدّ أكبر وأرقى جامع على مستوى آسيا الوسطى بتمويل قطري كهدية من صاحب السمو للشعب الطاجيكي.
ما مدى اهتمام طاجيكستان بالزيارة رسميًا وشعبيًا؟
لطالما أعطت طاجيكستان الأولوية لعلاقاتها الثنائية مع قطر لكونها دولة رائدة ومتطورة على مستوى الشرق الأوسط، بل على المستوى العالمي بشكل عام. فمن هذا المنطلق تهتم القيادة العليا في طاجيكستان بزيارة سمو الأمير وتتطلع إلى أن تدشن هذه الزيارة لمرحلة جديدة من التحول والتطور في العلاقات. أما على المستوى الشعبي فأبناء الشعب الطاجيكي المسلم لطالما انتظروا هذه الزيارة الكريمة تقديرًا لمقام ومكانة سمو الأمير كزعيم لدولة عربية ومسلمة تربطها بطاجيكستان الأواصر الروحية والثقافية والحضارية المتينة، كما أن أهمية الزيارة بالنسبة لعامة الشعب تكمن في أنه يتخللها افتتاح جامع دوشنبه الكبير كإهداء من سمو الأمير للشعب الطاجيكي.

اتفاقيات جديدة

 

• هل تشهد الزيارة توقيع اتفاقيات جديدة؟
يتضمن الإطار القانوني للتعاون الثنائي بين طاجيكستان وقطر حاليًا قرابة 20 اتفاقية ومذكرة تفاهم تم التوقيع عليها على مدى السنوات الماضية خلال الزيارات المتبادلة على مستوى القيادات وكبار المسؤولين. وحرصًا على تعزيز وتوسيع هذا الإطار فإن الجانبين الطاجيكي والقطري يواصلان التنسيق عبر القنوات الدبلوماسية بشأن حزمة متميزة من وثائق التعاون سيتم التوقيع عليها خلال زيارة الدولة لسمو الأمير إلى طاجيكستان، وهذه الاتفاقيات ستكون في مجالات الاستثمار والتجارة والاقتصاد والصناعة والزراعة والأمن الغذائي، والسياحة والشباب والرياضة والبيئة والشؤون المصرفية وغير ذلك من القطاعات ذات الاهتمام المشترك.

دور قطر

 

• تأتي الزيارة ضمن جولة أميرية سامية لدول مهمة في آسيا الوسطى، فما هو تقييمك لحرص دولة قطر على تعزيز التعاون مع دول المنطقة؟ وما هي المنافع الممكنة؟
دولة قطر معروفة بدورها البارز دوليًا وإقليميًا، كما أنها حريصة على تعزيز التعاون مع كافة بلدان آسيا الوسطى، بما في ذلك طاجيكستان على المستويات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والأمنية والتقنية والعلمية والثقافية. وكانت قطر حاضرة بقوة في كافة المبادرات والمحافل والمؤتمرات التي عقدت على مدى السنوات الماضية لتوثيق وتعزيز التعاون بين دول الخليج العربية وجمهوريات آسيا الوسطى.
وأنا على يقين أننا قريبًا سنشهد تطورًا ملحوظًا في علاقات التعاون بين دول الخليج العربية وآسيا الوسطى من منطلق المصالح المشتركة، خاصة في ميادين التجارة والاقتصاد والطاقة والاستثمار والأمن الغذائي والسياحة، ولا شك أن قطر سيكون لها دور بارز في هذا المسار.
• كيف ترى دور قطر الإنساني وأهميته لأمن واستقرار آسيا والعالم؟
لا يخفى على أحد أن قطر تصنف ضمن الدول الرائدة بالعالم في العمل التنموي والإنساني ومساعدة الشعوب في مختلف بقاع الكرة الأرضية والحد من تداعيات الأزمات الإنسانية ووطأتها، وذلك من خلال أجهزتها المختصة مثل صندوق قطر للتنمية و»قطر الخيرية» والهلال الأحمر القطري. كما أن قطر تخصص مساعدات إنسانية ضخمة لأنظمة الأمم المتحدة المعنية بحقوق المرأة والطفل والتنمية المستدامة والأمن الغذائي في العالم بشكل عام. إن قطر كدولة شقيقة كانت لها دائمًا مواقف إنسانية مشهودة لدعم طاجيكستان في حل القضايا الاجتماعية والإنسانية وخاصة في مجال التغلب على آثار الكوارث الطبيعية ونحن دائمًا نقدر هذه المواقف الكريمة. كما أن التنسيقات جارية الآن بين الجهات المعنية في البلدين بشأن افتتاح مكتب «قطر الخيرية» في طاجيكستان.

فرص استثمارية

 

• ما تقييمك للعلاقات الاقتصادية والاستثمارية وآفاقها بعد الزيارة؟
بطبيعة الحال المسائل المتعلقة بالتعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري ستشغل حيزًا كبيرًا من المباحثات خلال زيارة سمو الأمير، لأن الإرادة السياسية القائمة لدى القيادتين تقتضي توسيع التعاون في كافة المجالات والقطاعات ذات الاهتمام المشترك. ويجب أن نعترف أن التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين رغم وجود الفرص والإمكانات الهائلة لم يرتقِ بعد إلى مستوى علاقاتهما السياسية. وإننا على ثقة أن زيارة سمو الأمير ستؤسس لمرحلة جديدة من التعاون على نطاق أوسع، وأن الفترة القادمة ستشهد المزيد من العمل من الجانبين على استغلال الفرص المتوفرة لتفعيل هذه العلاقات بما يعود بالنفع على البلدين. ولا بد من الإشارة إلى أن قطر رائدة عربيًا في السوق الاستثماري في طاجيكستان من خلال مشروع «ديار دوشنبه» الذي تقوم بتطويره شركة الديار القطرية وتقدر التكلفة الإجمالية للمشروع بـ 300 مليون دولار أمريكي وقد تم الانتهاء من المرحلة الأولى من المشروع ومن المقرر أن تنطلق مرحلتها الثانية قريبًا. وبما أن هذا المشروع يعتبر نموذجًا ناجحًا للاستثمارات القطرية نأمل أن يكون حافزًا للمستثمرين القطريين للخوض بثقة في سوق الاستثمارات بطاجيكستان. ويمثل قطاع الطاقة المتجددة خاصة الطاقة المائية إحدى أولوياتنا ونتطلع إلى حضور قطر في الساحة الاستثمارية في طاجيكستان لتنفيذ مشاريع الطاقة المائية من خلال جهاز قطر للاستثمار والشركات القطرية المتخصصة، فحوالي 98٪ من الكهرباء في البلاد يتم إنتاجها بواسطة الموارد المائية المتجددة ولا تستغل هذه الموارد إلا بنسبة 4 أو 5% فقط.
• ماذا عن حجم التبادل التجاري وفرص الاستثمار الأخرى أمام رجال الأعمال القطريين؟
التبادل التجاري بين طاجيكستان وقطر لا يرتقي إلى مستوى إمكانات وتطلعات الجانبين، وأكبر تحدٍ أمام الحركة التجارية هو أن طاجيكستان دولة حبيسة لا تطلّ على الموانئ البحرية، وحل الموضوع اللوجيستي له أهمية قصوى لتفعيل التجارة بين البلدين. وبشكل عام هناك فرص وإمكانات واعدة فلدينا مناخ استثماري واعد ومتميز يمنح المستثمرين الأجانب ضمانات وتسهيلات كثيرة. وهناك عدة مجالات لها الأولوية مثل الصناعة والتعدين والزراعة والصناعات الخفيفة مثل تصنيع المنتجات الزراعية والغزل والنسيج وصناعة الأدوية، والمشاريع الاستثمارية في هذه القطاعات من شأنها أن تجذب انتباه مستثمري قطر نظرًا لحيويتها وأهميتها. كما أن شراكات قطر التجارية والاقتصادية قد توسعت بشكل ملحوظ في ظل صعود مكانة الدولة الشقيقة ودورها على صعيد تنمية التعاون الاقتصادي إقليميًا ودوليًا، الأمر الذي يحملنا على الأمل بأننا سنشهد تطورًا وتوسعًا في العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارية بين قطر وطاجيكستان في المستقبل القريب.

السياحة في طاجيكستان

 

• ماذا تقول للقطريين عن السياحة في طاجيكستان؟
طاجيكستان بلد سياحي بكل ما تحمل هذه العبارة من معنى، فإنها بفضل مناخها الملائم وطبيعتها الخلابة وجبالها وقممها الشاهقة وآثارها التاريخية والثقافية، بالإضافة إلى ما يتوفر لديها من مقومات وإمكانات للسياحة البيئية والعلاجية والرياضية والترفيهية من شأنها أن تصبح وجهة واعدة للسائح القطري والخليجي لأنها بلد مسلم وهناك مشتركات روحية وثقافية وحضارية كثيرة مع العرب. ويعزز ذلك إعفاء مواطني دولة قطر الشقيقة بالإضافة إلى دول الخليج العربية من تأشيرات الدخول إلى طاجيكستان. ونتطلع إلى أن تبادر الخطوط الجوية القطرية بتدشين رحلات جوية مباشرة منتظمة بين مدن البلدين الشقيقين في أقرب فرصة.

National Development Strategy of the Republic of Tajikistan for the period up to 2030

UN Resolution entitled International Decade for Action “Water for Sustainable Development”, 2018-2028

MFA Publications

Hotline for Tajikistan citizens abroad